الثلاثاء، 4 نوفمبر 2008

الف نيلة

حرصا منى على الاصدقاء المدونين ، وحبا فى استمرار التواصل ، احببت ان اغير هذه المرة من لون العمل المنشور لكسر الملل مع الحفاظ على الهوية والطابع العام ، والهدف اللذى هو ايقاظ الهمم ، وكلى امل ان اكون قد اصبت والا ، فانى اعتذر

من حكايات الف نيلة ونيلة

النيلة الاولى

كان ياما كان فى زمن القهر والهوان
فى كل ليلة يعقد مجلس السلطان
وهو مجلس مخصوص
للمقربين من البطانة ، وعتاة اللصوص
وهم حبة من الكلابة
وحبة من ديابة
وحبة تشبه فى طبعها الخرفان
الكل يصمت فى ترقب وانتظار
ظهور مليكهم - البرم كار -
ولما لاحت طلعته من بعيد
بين الجنود والحرس والعبيد
وهو يمشى فى خطوه الوائيد
لانه يرتدى قميصه الحديد
وجلس - البرم كار -،
كالعادة فى وسط الدار ،
ثم استدار ،
الى اليمين مرة ومرة الى اليسار،
وفى بلادة ،
كطبيعة فيه وعادة ،
باصبعه التخين اشار ،
فاقبلت عجوز كركوبة ،
تقطر خبثا وذمتها مخروبة
فى بطانة من ذوات الشلت اشباه الزكائب
اوكالبهائم يعلفن فى وسط الزرايب
وهى تمشى فى دهاء ،
تتعثر من الشيخوخة والاعياء ،
فاوما لها البرم كار ،
وغضب وثار
وقال عار عليك ان ترتدى لباس الجاهلية واى عار
انزعى عنك هذا الخمار ،
فنزعته دون تردد ،
وقالت فى خبث وتودد ،
انت حقا داهية ،
فلا تجعل غير الغوانى والفجار فى الحاشية ،
وتخرس القيل والقال ،
وتحوج الامة الى ذل السؤال ،
فيستقيم لك الحال
ولنسلك على التوال ،
ومن يعاند يلقى فى الهاوية ،
وتسوق الباقى من الامة سوق الماشية ،
فضحك وشفتر ،
ونهق وخنفر ،
وقال سكر والله سكر ،
واقبل عليها كالمعتاد ،
وقال طالبين رضى الاسياد ،
من اهل ثمود وقوم عاد ،
وقد عملنا بالوصيه ،
وجعلنا فى البطانة ابوريالة الهفية ،
حاجة ناعمه مزفلطة ملهاش هوية ،
ده وعدى للاجانب والوعد عندى دين
قالت لازم تقولى الخلقة دى لقيتها فين
وحق البيت البعيد ده ينفع على الوشين
قال - البرم كار - ما هوده المسهوك مريض وطبعه شين
وراية فى اسرى ماتوا بالدم البارد ،
ان الامر ده عادى وشئ وارد ،
وعيبة نطلب عوض ونخسر الجيرة ،
وواجب علينا نختشى ونفضها سيرة ،
وراح - البرم كار- كانه بيبرطم ،
وحروف كلامه فى بقه تتقرطم ،
فقالت له نام والبيت البعيد حارس ،
ده انته الوحيد فى البلد وانت الوحيد فارس ،
نام وشد فوقك تلتميت الحاف ،
وهمه يحمدوا ربهم لو لقيوا الرغيف الحاف ،
ده عمرك ماخفت منهم ،
ولا من ربهم بتخاف
واطبق الظلام
فهجع فؤاد -البرم كار- ونام

(لا تنسوا النقد والتعليق فانى اقوم به قلمى )
فى كل ثلاثاء جديد
بيرم المصري